شبكة قدس الإخبارية

ماذا يريد نتنياهو من تخريب المفاوضات وما علاقة واشنطن؟ 

photo_2024-07-10_16-24-28

فلسطين المحتلة - خاص شبكة قُدس: يواصل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي منذ أشهر، المماطلة في التوصل إلى أي اتفاق يذكر بشأن المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس بشأن وقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل أسرى، فكلما حدثت هناك انفراجة وضع نتنياهو العراقيل أمامها.

في السابق، كان الحديث يدور عن سعي نتنياهو لتحقيق إنجاز شخصي يتعلق ببقائه في منصبه السياسي، واليوم وفي المرحلة الحالية من المفاوضات، يدور الحديث عن المماطلة بغية كسب الوقت لتمرير زيارته لواشنطن.

واليوم الأربعاء، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية، عن سبب إحباط المفاوضات مرة تلو الأخرى على مدار الأشهر الماضية، وذلك مقترن بعرقلة نتنياهو المفاوضات عند وصولها لمرحلة حاسمة في كل مرة، وذلك بسبب تقديراته بأن التوصل لاتفاق أسرى سيؤدي باحتمالية كبيرة لانهيار حكومته الحالية، وهو يحاول منع ذلك بأي ثمن. 

وبحسب الصحيفة العبرية، فإن نتنياهو اعتمد على معلومات أمنية سرية وحساسة واستخدمها لأهدافه، وهكذا ما كان يحبط المفاوضات دائما.

خطاب الكونغرس في عين نتنياهو 

يسود جوّ عام، عقب الإعلان عن استئناف المفاوضات مؤخرا، عن نية نتنياهو المماطلة في التوصل لاتفاق مع حركة حماس، كما جرت العادة خلال الأشهر الماضية، وهذه المرة من المتوقع أن نتنياهو يسعى لتأخير الرد على الاتفاق لحين الانتهاء من زيارة واشنطن التي من المتوقع أن يلقي خلالها خطابا أمام الكونغرس الأمريكي في 24 يوليو الجاري، بالتزامن مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي سيستغلها لتبرير مجازر جيشه ضد الفلسطينيين.

ويقول الكاتب والباحث السياسي أحمد الطناني، إن مستقبل نتنياهو السياسي بات مربوطا باستمرار الحرب على قطاع غزة وبالتالي كل عمليات المماطلة والإطالة في الوصول لاتفاق مع المقاومة سيعني بالتأكيد إنهاء مستقبله السياسي وانهيار ائتلافه الحكومي ومن ثم فتح ملفات الفساد التي يلاحق فيها نتنياهو ومسؤولية الفشل في السابع من أكتوبر.

وأضاف الطناني لـ "شبكة قُدس"، أن نتنياهو يحاول الإطالة قدر الإمكان بحثا عن ما يسميه النصر المطلق في قطاع غزة وبحثا عن صورة نصر كبيرة يمكن أن يقدمها للجمهور لتمحو مشهد الفشل في السابع من أكتوبر، كذلك كل جولات التفاوض يناور فيها نتنياهو كما يناور في الجولة الحالية عبر وضع اشتراطات واستحداث اشتراطات جديدة لمنع الوصول لاتفاق مع المقاومة، والأمر لا يرتبط بتفاصيل الصفقات المطروحة بقدر ما يرتبط بخططه السياسية. 

وعن جولة المفاوضات الحالية، يرى الطناني، أن المرونة التي أبداها حاليا مرتبطة بأن يتم اللقاء بينه وبين بايدن وأن تكون زيارته لواشنطن إيجابية يحظى فيها بالدعم المطلوب لاستمرار حرب الإبادة على قطاع غزة وحتى الحديث المتكرر عن المرحلة الثالثة في غزة مرتبط بالمعايير الأمريكية لقبول شكل وطبيعة الحرب في قطاع غزة بالتالي يبحث عن زيارة إيجابية يحصد فيها الدعم الذي يريده دون أفق حقيقي للوصول لاتفاق وهو ما يبدوا واضحا في تصريحات نتنياهو والمسؤولين الإسرائيليين وسير العمليات على الأرض.

وفي السياق، طالب أهالي الأسرى الإسرائيليين في غزة، نتنياهو، بعدم السفر إلى الولايات المتحدة الشهر الجاري، قبل إعادة ذويهم من القطاع بموجب اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار مع الفصائل الفلسطينية.

وأضافوا: "بينما يتمتع رئيس الوزراء بحرية التحرك كما يشاء، فإن المختطفين لا يتمتعون بهذا الحق الأساسي، ونحن على يقين من أن الكونغرس سيكون سعيدًا باستضافة نتنياهو مع المختطفين المحررين".

وخاطبت العائلات نتنياهو بالقول: "الوقت ينفد، عليك التركيز على الأفعال لا الأقوال، وقّع على الصفقة وإعادة الأشخاص المختطفين إلى المنزل قبل فوات الأوان".

والاثنين، غادر وفد إسرائيلي برئاسة رئيس "الشاباك" رونين بار، إلى مصر لمواصلة مباحثات تبادل الأسرى مع حركة حماس، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفق صحيفة "هآرتس" العبرية.

وقبل أيام، أعلن نتنياهو موقفه من المفاوضات الأخيرة غير المباشرة مع حركة حماس، قائلا إن أي اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة يجب أن يتيح لجيش الاحتلال مواصلة القتال حتى تحقيق "أهداف الحرب".

هذا التصريح لنتنياهو، جاء قبيل بدء محادثات الصفقة الجديدة مع حركة حماس، حيث توقع محللون وسياسيون إسرائيليون، أن نتنياهو يماطل بشكل متعمد بخصوص أي جهود مبذولة للتوصل لصفقة وإنهاء الحرب.

وذكرت تقارير عبرية، أن نتنياهو منذ السابع من أكتوبر، كانت مصلحته الشخصية هي إطالة أمد الحرب من أجل البقاء سياسيا، على الرغم من أن هذه المسألة قد تقود الاحتلال إلى حرب يكون فيها جيش الاحتلال غير مستعد لها على الإطلاق.

وتشير إلى أن لدى رئيس وزراء الاحتلال سجل حافل بأن مصالح "الدولة" والجمهور الإسرائيلي ليست على رأس اهتماماته، لذلك هناك ما يدعو للقلق.

وقالت مصادر عبرية، إن هناك صدمة داخل المؤسسة الأمنية للاحتلال بسبب بيان نتنياهو، وعدد من المسؤولين الأمنيين انتقدوا سلوك نتنياهو الذي وضع الشروط حتى قبل المشاورات الأمنية التي كان من المقرر عقدها لمناقشة الصفقة.

وجاء في تقرير لصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن نتنياهو اشترط قبل بدء المباحثات، استمرار القتال حتى تتحقق جميع أهداف الحرب، وألا يكون من الممكن تهريب الأسلحة إلى حماس من حدود غزة إلى مصر، وألا يكون من الممكن عودة آلاف المسلحين إلى شمال قطاع غزة، والعمل على رفع العدد الذي ستفرج عنه حماس.

وأكدت الصحيفة، أن بيان نتنياهو قد يكون بمثابة تخريب للمفاوضات، إلا أنه من ناحية أخرى، قد يكون بداية صعبة للمفاوضات على التفاصيل، خاصة ما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم ضمن الصفقة المحتملة، ومن سيحكم قطاع غزة وبأي تمويل ستتم إعادة الإعمار.